- فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية الشقيقة،

- أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

- معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،

- حضرات السيدات والسادة ؛

يشرفني في البداية أن أنقل إلى مقامكم السامي، تحيات أخيكم فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة الذي شرفني بتمثيله في قمتنا هذه وتمنياته بأن تتوج بقرارات ترقى إلى مستوى التحديات التي تواجهها بلداننا ومنطقتنا.

ويسعدني أن أتوجه بخالص التقدير لفخامة الرئيس السيد محمد ولد عبد العزيز على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وتوفير كل أسباب نجاح القمة معربين له عن خالص تقديرنا على تحمله بكل اقتدار رئاسة دورتنا هذه. كما تبارك الجزائر استضافة هذه  الأرض المغاربية المضيافة لهذه القمة الهامة.

كما أتشرف بإسداء الشكر والتقدير لفخامة رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة السيد عبد الفتاح السيسي على ما بذله من جهود خلال توليه رئاسة قمتنا السابقة ومساعيه الدؤوبة للنهوض بعملنا العربي المشترك.

أهنئ أيضا معالي الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط، آملين له التوفيق في مهامه الرامية إلى الارتقاء بأداء الجامعة لتجاوز العقبات والظرف الصعب الذي تجتازه أمتنا وجامعتنا. والشكر موصول إلى السيد نبيل العربي على ما بذله من جهود طيلة ولايته في ظل ظروف إقليمية ودولية بالغة الصعوبة والتعقيد.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إن الظروف الإقليمية والدولية التي تشهدها منطقتنا العربية، تضع قمتنا اليوم على المحك في التعامل وفق رؤية إستراتيجية مشتركة، تتكفل بالقضايا المصيرية السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وعلى رأس هذه التحديات آفة الإرهاب وخطر انتشار التنظيمات الإرهابية التي أصبحت تهدد أمن واستقرار دولنا. مما يستدعي من المجتمع الدولي تضافر الجهود لمواجهة التنظيمات الإرهابية و إستراتيجية دولية تحت إشراف الأمم المتحدة.

إن الجزائر التي واجهت بمفردها ويلات الإرهاب لعشرية كاملة، لطالما حذرت من مخاطر هذه الظاهرة العابرة للحدود وانتهجت في مواجهتها مقاربة شاملة لم تقتصر على البعد الأمني فقط بل تعدته لتبني إستراتيجية أوسع تراعي الجوانب الفكرية والدينية وتأخذ في الاعتبار الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية وتكريس قيم العدالة وانتهاج الحوار والمصالحة الوطنية في حل النزاعات القائمة.

السيد الرئيس،

تظل القضية الفلسطينية تتبوأ صدارة أولوياتنا لاسيما في ظل الانسداد الذي تشهده حاليا بسبب تعنت الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته لأبسط حقوق الإنسان وتحديه للشرعية الدولية ورفضه لحق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

ومن هذا المنطلق فإننا نناشد الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما للضغط على القوة المحتلة للالتزام بجميع قرارات الشرعية الدولية لاسيما قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

السيد الرئيس،

بالرغم من صعوبة ومخاطر المرحلة، بدأت تلوح في الأفق بوادر إيجابية لتحقيق التسوية السياسية المنشودة في ليبيا بعد انتقال المجلس الرئاسي إلى العاصمة طرابلس وتشكيل حكومة وفاق وطني، ولَمِّ شمل جميع الفرقاء، بما يمكِّن هذا البلد الشقيق والجار من الخروج من أزمته ويعيد للشعب الليبي أمنه واستقراره ويحفظ وحدة وسلامة أراضيه ولحمة شعبه.

وفي هذا المجال، فإن بلادي ما فتئت منذ بداية هذه الأزمة تبذل الجهود من أجل تعزيز الحل السياسي والسلمي تحقيقا للأمن والاستقرار، في إطار آلية دول الجوار ومن خلال استضافتها بطلب من الأمم المتحدة، جولات عدة للحوار الوطني للأحزاب السياسية والنشطاء، حرصا منها على أن حل الأزمة في ليبيا يكمن في الحوار الوطني والتوافق والمصالحة الوطنية.

ومن هذا المنطلق تلتزم الجزائر بمواصلة دعمها لهذا البلد الشقيق في جهوده الرامية إلى استتباب السلام والاستقرار واستعدادها للعمل مع المؤسسات المنبثقة عن الاتفاق السياسي المعترف بها دوليًا لمرافقتها في مواجهة التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية.

وندعو كافة الدول العربية وعلى رأسها الجامعة العربية إلى دعم هذه الحكومة في تحمل مسؤولياتها ومباشرة مهامها في استكمال بناء مؤسسات الدولة وتحقيق المصالحة الوطنية ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة بما يحفظ سيادة ووحدة ليبيا ويجنبها التدخل الأجنبي.

السيد الرئيس،

لازالت الشقيقة سوريا تعاني من الأوضاع الأمنية والإنسانية المتردية، ولا تزال آلة الدمار والخراب تفتك بهذا البلد الشقيق، وتفاقم معاناة الشعب السوري بالرغم من إعلان الهدنة ووقف إطلاق النار منذ نهاية شهر فيفري 2016، واستئناف مفاوضات السلام للتوصل إلى حل سياسي توافقي يأخذ بعين الاعتبار وحدة وسيادة سورية واحترام إرادة شعبها وانتهاج سياسة المصالحة الوطنية.

أما فيما يتعلق بالأزمة اليمنية، فإننا نعرب عن آمالنا في أن تتوصل المحادثات الجارية بين الأشقاء اليمنيين التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة مشكورة إلى حل سياسي توافقي باعتباره السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة وإعادة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد وحفظ وحدته وسيادته وتماسكه المجتمعي.

السيد الرئيس،

يبقى موضوع إصلاح جامعة الدول العربية وتطوير آلية عملها من أهم الرهانات التي علينا رفعها لإضفاء النجاعة المطلوبة على عملنا المشترك والتكيف مع المتطلبات العربية الراهنة ومواجهة التحديات الجديدة لترقية عملنا العربي المشترك خدمة لقضيانا القومية ومواكبة آمال شعوبنا.

وفي الأخير، لا يسعني إلا أن أجدد التعبير لموريتانيا الشقيقة عن مشاعر التقدير للجهود التي بذلتها لإنجاح أشغال هذه القمة داعيا المولى جل جلاله، أن يسدد خطانا لما فيه خير وأمن واستقرار بلداننا ورفاهية شعوبنا. 

أشكركم على كرم الإصغاء والسلام عليكم.

diplomatie
culture
porte ouverte