- السيد رئيس المجلس الشعبي الوطني،

- السيد الوزير الأول،

- السيدات والسادة أعضاء الحكومة،

- السيدات والسادة أعضاء البرلمان بغرفتيه،

- السيدات والسادة أسرة الصحافة والإعلام،

- السيدات والسادة الضيوف،

شكرًا للجميع في هذا اليوم التاريخي المشهود، وهنيئًا للجزائر العريقة والشامخة على هذه النقلة النوعية في مسار تجذير الممارسة الديمقراطية.

وهنيئا على هذه التزكية الواسعة والنصر الكبير الذي تحقق لصالح الشعب الجزائري المجيد.

وهنيئا لنا في البرلمان على هذا الإنجاز الكبير والهام الذي معًا حققناه قبل قليل.

* * *

والآن إسمحوا لي،  زميلاتي زملائي، أعضاء البرلمان، أن أعبر باسمكم عن أرقى عرفاننا وأسمى تقديرنا لفخامة رئيس الجمهورية، على دعوته البرلمان بغرفتيه للانعقاد للبت في موضوع تعديل الدستور. ونشكره خاصة على العناية التي ما فتئ يوليها للبرلمان بغرفتيه ولتكريس الممارسة الديمقراطية وتثبيت قواعد دولة الحق والقانون وترسيخ أركان دولة المؤسسات، ونعبّر له عن كبير امتناننا خاصة على رسالته الأخيرة الموجهة إلى البرلمان والتي قبل قليل قرأت عليكم مضمونها... وهي الرسالة التي ستكون لنا بمثابة برنامج عمل نهتدي به في المستقبل.

أيتها السيدات، أيها السادة،

الآن وقد تمت المصادقة على الدستور...

فها هي مرحلة جديدة تُفتتح في وجه أمتنا المجيدة. إنه إنجاز ضخم يتحقق، إنجاز لا يكتفي بتنظيم السلطات لكنه يرسم معالم مستقبل البلاد، إنه إنجاز عظيم يجسد تطلعات الفئات العريضة من أبناء شعبنا نحو مستقبل واعد... إنها وثيقة تُرسم أسلوب عيش مجتمع وتضبط كيفيات تنظيم حياته الجماعية وصولاً به إلى غد أفضل...

يأتي التعديل الدستوري، الذي صادقنا عليه اليوم، كخطوة أخرى طموحة تُتَوِّج بموجبها البلاد سياسة الإصلاحات التي مع بداية العشرية الأخيرة لنهاية القرن الماضي قد انطلقت...

الحقيقة التي يجب التذكير بها هي أن الدستور أتى بالواقع لتأكيد هويتنا الوطنية كونه عزز من مكانة اللغة العربية وجعل من الأمازيغية لغة وطنية ورسمية. وهو في بنوده عزز أيضا من مكانة القانون وأعطى العدالة استقلاليتها، وضَمِن المساواة بين الجنسين وحمى الشباب وفتح الآفاق عريضة أمامهم... وهو وسّع خاصة من دائرة الحريات الفردية والجماعية... إلخ.

ولعل تأكيد الدستور على الحريات ومنح المعارضة مجالاً أوسع للنشاط كل ذلك في ظل توسيع سلطة البرلمان ومراقبته لعمل الحكومة، علاوة على اعتماده إجراءات جديدة من شأنها تدعيم مصداقية الانتخابات ودولة القانون.

ويتم ذلك في إطار توسيع دائرة الحقوق والحريات الفردية والجماعية، مع إدراجه مسألة الحَوْكَمة الاقتصادية وتأطير التحولات الاقتصادية التي عرفتها البلاد، لهي كلها عوامل تقوم على أساسها جزائر الحاضر والمستقبل كما يرسمها الدستور الجديد...

إن الوثيقة التي صادقنا عليها قبل قليل هي إنجاز من حقنا (كبرلمانيين) الافتخار به كوننا ساهمنا في تحقيقها، واعتزازنا سيزداد عندما نعلم أن الدستور الجديد سيساعد البلاد على الانخراط في ديناميكية تحديثية واعدة ويساعدها على مواصلة مسارها التنموي الطموح الرامي إلى بلوغ مكانة مرموقة بين الشعوب والأمم.

إن مثل هذا العمل يستحق حقًا بل يستوجب فعلاً الشكر والتنويه لمن بادر به، إنه عمل كان الفضل الأكبر فيه إلى المجاهد عبد العزيز بوتفليقة رئيس الجمهورية الذي كان بالواقع المبادر والمتابع والموجه طيلة مدة الحوار الذي دام سنوات وعلى مختلف المراحل التي عرفها مع الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وممثلي الفعاليات الجمعوية...

إن مثل هذا العمل يستحق بل يستوجب منا توجيه الشكر والتنويه لصانعه... وأعتقد، زميلاتي زملائي، أن مصادقتنا اليوم على الدستور كانت أحسن رد جميل لصاحب المبادرة وأبلغ رسالة شكر وعرفان يوجهها البرلمان للسيد رئيس الجمهورية على ما قدمه للجزائر.

سيداتي، ساداتي،

ونحن على وشك اختتام أشغال دورة البرلمان هذه، أود باسمكم جميعا، أن أقدم خالص التهاني لكافة مكونات شعبنا على هذا الإنجاز المؤسسي الهام الذي يضاف إلى سلسلة الانجازات العديدة التي حققتها الجزائر.

بودي أن أهنئ أيضا بالمناسبة كافة أعضاء البرلمان بغرفتيه على اختلاف توجهاتهم الفكرية وانتماءاتهم السياسية على الموقف الذي عبروا عنه اليوم من خلال هذه المصادقة التاريخية على القانون الأول للبلاد.

ومن المؤكد أن التاريخ سيسجل هذه المساهمة النوعية للبرلمان بغرفتيه في مسار تعزيز وتكريس الممارسة الديمقراطية في الجزائر.

كما لا يفوتني أيضا تهنئة الحكومة بمناسبة هذا الحدث البارز في تاريخ البلاد.

شكرًا لكل من ساهم في دعم المسعى وجعل المبادرة تنجح وتصبح اليوم واقعًا ملموسًا...

وأخص هنا بالشكر السيد رئيس المجلس الشعبي الوطني، الذي ساهم وإيانا في هذا الحدث الوطني المميز وقدم إسهامات كبيرة لإنجاح العملية.

بودي أيضا أن أتوجه بالشكر إلى السيد الوزير الأول ولأعضاء الحكومة على كل ما قاموا به وما بذلوه من جهد واضح كان له الأثر الكبير في إنجاح هذا الاجتماع الهام بل التاريخي.

الشكر موصول كذلك لأعضاء اللجنة المشتركة الموسّعة الذين سهروا على إعداد التقارير التي ساعدتنا على بلورة الموقف.

وشكرا لإطارات وعمال الهيئتين التشريعيتين على كل ما بذلوه من عمل وجهد مخلصين.

شكرا لأعضاء أسرة الصحافة والإعلام الوطنية والأجنبية على حضورهم ومتابعتهم أشغالنا.

وبهذا نكون قد استنفدنا جدول أعمال دورة البرلمان وأنهينا أشغال دورتنا هذه.

عودة

diplomatie
culture
porte ouverte