كلمة

السيد عبد القادر بن صالح

رئيس مجلس الأمة

ممثل فخامة رئيس الجمهورية

السيد عبد العزيز بوتفليقة

في

أشغال الدورة العادية الـ 30 لمجلس جامعة

الدول العربية على مستوى القمة

__

تونس - الأحد 31 مارس 2019

 

 

- فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي، رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة،

- أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

- معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية،

- حضرات السيدات والسادة،

يطيب لي في مستهل كلمتي أن أنقل إلى مقامكم السامي تحيات أخيكم فخامة رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، وتمنياته بأن تتوج أشغالها بتحقيق الأهداف المرجوة.

ويسعدني أن أتوجه إلى فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي، رئيس الجمهورية التونسية الشقيقة، بأسمى عبارات التهاني على توليه رئاسة الدورة الحالية للقمة العربية  وببالغ الشكر والتقدير، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة اللذين حظينا بهما، ، متمنين لفخامته التوفيق والسداد في إدارة أشغال القمة وتحقيق نتائج تسمو بعملنا العربي المشترك إلى مراتب أعلى.

كما لا يفوتني أن أعرب لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عن فائق الشكر والتقدير لرئاسته الموفقة لقمتنا السابقة.

والشكر موصول لمعالي السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية، على جهوده لخدمة العمل العربي المشترك.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

نلتقي اليوم في هذه القمة، وأمتنا العربية لازالت تواجه تحديات ومخاطر محدقة بأمنها واستقرارها، وتنتظر منا أن نحيي فيها روح التضامن والإخاء والتآزر حتى تستعيد مكانتها بين الأمم، وتحفظ سيادة ووحدة أوطانها وشعوبها، وتعزز أمنها القومي.

إننا اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بضرورة إدخال إصلاحات عميقة على منظومتنا العربية  لتواكب التحولات الجارية وكذا لإيجاد الحلول لمشاكلها ورفع الرهانات التي تواجهها.

وإن إدراكنا بأننا أمام مرحلة جديدة من التحديات في ظل عالم تتسارع فيه التطورات والمتغيرات إقليميا ودوليا، يدعونا إلى حل مشاكلنا بأنفسنا لنمكن شعوبنا من اللحاق بركب العصر وما يميزه من تطور علمي صناعي وتكنولوجي يصعب علينا اللحاق به إذا ما بقينا أسرى لأزماتنا وخلافاتنا، مع قناعتنا بإيجاد الحلول لمشاكلنا حتى لا تفرض علينا من الخارج دون أن تراعى خصوصياتنا ومقوماتنا الحضارية.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

تستوقفنا قضيتنا المركزية، القضية الفلسطينية، القضية الحية في وجدان الشعوب العربية والإسلامية وفي الضمير العالمي منذ عقود، وإن الجزائر ثابتة في مواقفها وهي على قناعة أن السلام لا يمكن تحقيقه في الشرق الأوسط دون تمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية المشروعة وإقامة دولته المستقلة في حدود 1967، وعاصمتها القدس الشريف.

وعليه فإننا ندعو ومن جديد إلى حشد جهودنا لدعم إخواننا الفلسطينيين، وحث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته كاملة للضغط على قوة الاحتلال بكافة الوسائل لحملها على الوقف الفوري لعدوانها على الشعب الفلسطيني الأعزل، والانصياع لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.

كما نهيب بإخواننا الفلسطينيين على توحيد كلمتهم إذ وحده الكفيل بمواجهة الغطرسة الإسرائيلية واسترجاع الحقوق الفلسطينية المشروعة.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

أما بخصوص الأزمة الليبية التي تبقى محل انشغالنا، تؤكد الجزائر عن قناعتها بأهمية اعتماد مقاربة تستند إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية، ووقوفها على نفس المسافة من كل الأطراف الليبية، وستواصل الجزائر جهودها المشجعة للحوار بين الأطراف الليبية تحت رعاية الأمم المتحدة بهدف التوصل إلى توافق سياسي ينهي الأزمة، وبما يحفظ وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها وانسجام شعبها.

كما تجدد الجزائر دعمها للممثل الخاص للأمم المتحدة السيد غسان سلامة في تنفيذ خطة العمل وجهوده لإنهاء الأزمة، وفي هذا الإطار ترحب بلادي بعقد الملتقى الوطني الجامع للأطراف الليبية المقرر عقده في الفترة ما بين 14 و 16 أفريل المقبل بمدينة غدامس للاتفاق على خارطة طريق.

أما بشأن الوضع في سوريا، فانه يتوجب علينا دعم الديناميكية الإيجابية الحالية الهادفة إلى إيجاد حل سياسي تفاوضي تحت رعاية الأمم المتحدة بين كل الأطراف السورية بما يحفظ وحدة سوريا وسيادتها واستقرارها ووحدتها الترابية.

وبشأن قضية الجولان، فإن الجزائر ترفض بشدة القرار الرامي إلى تكريس سيادة إسرائيل على هذا الجزء من التراب السوري المحتل، لكونه مخالفا لقرار مجلس الأمن رقم 497 لسنة 1981 ولمقتضيات الشرعية الدولية.

وبالنسبة للوضع في اليمن الشقيق، فإن الجزائر تدعم الجهود المبذولة في إطار الأمم المتحدة، وتعلق آمالاً كبيرة على تجسيد ما توصل إليه الفرقاء اليمنيون في مباحثاتهم الأخيرة في استكهولم، وتوفير الظروف المناسبة لاستئناف الحل السياسي، بما يضمن وحدة اليمن وسيادته وأمنه واستقراره ونسيجه المجتمعي.

أصحاب الجلالة والفخامة والسمو،

إن النزاعات في منطقتنا العربية تضعنا أمام تحديات أمنية كبيرة متمثلة خصوصًا في استفحال ظاهرة الإرهاب والأفكار المتطرفة، والجريمة المنظمة بما فيها تلك العابرة للحدود، وتجارة المخدرات وتبييض الأموال، وتفاقم ظاهرة الهجرة غير الشرعية، ما يستوجب تعزيز آليات التنسيق بين دولنا، ومع محيطنا المباشر والمجتمع الدولي، لمجابهة هذه الآفات التي باتت تهدد أمن واستقرار بلداننا، كما تهدد الأمن والسلم الدوليين.

ختامًا، إن بلادي تعلق آمالاً كبيرة على هذه القمة للدفع قدما بمسار عملنا العربي المشترك، ولن تدخر أي جهد في تدعيم كل المساعي الرامية إلى تنقية الأجواء ورص الصف العربي، وتعزيز أسس الحوار والتنسيق والتشاور بين بلداننا، والدفع بالتضامن العربي، بما يحقق لأمتنا المكانة اللائقة بها بين الأمم، ويمكن شعوبنا من تجسيد آمالها في مزيد من الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار.

شكرًا لكم على حسن الإصغاء،

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

 

0
0
0
s2sdefault
diplomatie
culture
porte ouverte