إثبات عضوية أعضاء مجلس الأمة المنتخبين والمعيّنين الجدد وتزكية السيد عزوز ناصري، بالإجماع رئيسا لمجلس الأمة...

بناءً على أحكام المادتين 133 و134 من الدستور، والمواد من 02 إلى 05 من النظام الداخلي لمجلس الأمة.. عقد مجلس الأمة، اليوم الاثنين 19 ماي 2025، جلسة عامة، خصّصت لإثبات عضوية الأعضاء الجدد المنتخبين والمعينين، في مجلس الأمة، في إطار التجديد النّصفي لتشكيلته وانتخاب رئيس المجلس لفترة تشريعية جديدة (2025/2027)...

وقد أشرف على سير وتنظيم هذه الجلسة، مكتب مؤقتٌ برئاسة المجاهد السيد محمد شوشان، بصفته العضو الأكبر سنا والسيدين نشمة عصام ومحمد الهاشمي دبابش بصفتهما العضوين الأصغر سنا، بحضور السيدة كوثر كريكو، وزيرة العلاقات مع البرلمان.

مراسم الجلسة الأولى من الفترة التشريعية العاشرة، إستهلت بالوقوف، وبمناسبة اليوم الوطني للطالب، دقيقة صمت ترحماً على أرواح شهداء ثورة التحرير المظفرة، تلتها المناداة الاسمية على الأعضاء الأربعة والستين (64) الجدد في مجلس الأمة، في إطار التجديد النّصفي لتشكيلة المجلس بعنوان سنة 2025.

إثر ذلك، تمّ تشكيل لجنة إثبات العضوية في مجلس الأمة على أساس مبدأ التمثيل النسبي، وتمّت المصادقة على قائمة أعضائها، وقد تشكل مكتبها من السيد عمر دادي عدون عن الثلث الرئاسي رئيساً، والسيد مبروك دريدي، عن التجمع الوطني الديمقراطي نائباً للرئيس والسيد محمد رباح، عن جبهة التحرير الوطني مقرراً للجنة.. ثُمّ أوقفت الجلسة لبعض الوقت لحين تمكين اللجنة من إعداد تقريرها.

بعد استئناف الجلسة العامة، تلا السيد محمد رباح، مقرر لجنة إثبات العضوية على الحضور، التقرير الذي أعدّته اللجنة في الموضوع، وتمت المصادقة عليه من طرف السيدات والسادة الأعضاء، وبهذه العملية تمّ إثبات عضوية الأعضاء الجدد، المنتخبين والمعينين، في مجلس الأمة البالغ عددهم أربع وستين (64) عضواً...

عقب ذلك، فُتِح باب الترشُّح لمنصب رئيس المجلس للفترة التشريعية العاشرة (2025-2027)، فتناول الكلمة السيد ساعد عروس، رئيس المجموعة البرلمانية للثلث الرئاسي الذي تقدّم باسم أعضاء مجموعته البرلمانية باقتراح تزكية السيد عزوز ناصري وترشيحه لتولي منصب رئاسة مجلس الأمة؛ ثُمّ تناول الكلمة السيد العربي مواز، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير الوطني الذي ثمَّن اقتراح زميله ساعد عروس، رئيس المجموعة البرلمانية للثلث الرئاسي، والقاضي بترشيح السيد عزوز ناصري لرئاسة المجلس للفترة التشريعية العاشرة (2025- 2027)، معلناً تزكية المجموعة البرلمانية لجبهة التحرير الوطني لشخص السيد عزوز ناصري تلاه السيد عبد الرحمان قنشوبة، رئيس المجموعة البرلمانية للتجمّع الوطني الديمقراطي الذي أثنى من جهته على ما جاء في كلمة السيد ساعد عروس، رئيس المجموعة البرلمانية للثلث الرئاسي، وأعلن، باسم أعضاء المجموعة البرلمانية للأرندي دعم مقترح ترشيح السيد عزوز ناصري لمنصب رئيس مجلس الأمة.. فيما أعرب السيد بطاهر لزرق، رئيس المجموعة البرلمانية للأحرار عن مباركته وتأييده لهذا المقترح وهو نفس الموقف الذي عبر عنه السيد عصام نشمة، رئيس المجموعة البرلمانية لحزب جبهة المستقبل.. كما أيّد ممثلو كل من حركة البناء الوطني (السيد بوزيان زكراوي) وحركة مجتمع السلم (عبد الباري بوزنادة)، وحزب تجمع أمل الجزائر (مهدي براهيمي) وحزب صوت الشعب (السيد محمد الأمين ساحلي) مقترح رئيس المجموعة البرلمانية للثلث الرئاسي، بخصوص ترشيح السيد عزوز ناصري لمنصب رئيس مجلس الأمة

وعليه، وبناءً على مقترح العائلات السياسية الممثلة في مجلس الأمة والقاضي بترشيح السيد عزوز ناصري لمنصب رئيس مجلس الأمة، تم الاعلان عن تزكية أعضاء المجلس بالإجماع للسيد عزوز ناصري رئيساً لمجلس الأمة للفترة التشريعية العاشرة (2025 - 2027)، وذلك عملاً بنص المادة 05 (الفقرة الأخيرة) من النظام الداخلي للمجلس، وقد استلم بذلك مهامه كرئيس للمجلس من لدُن السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الامة المنتهية عهدته.

السيد عزوز ناصري ألقى بمناسبة انتخابه رئيسا لمجلس الأمة كلمة تقدم فيها بجزيل الشكر ووافــــر العرفان لأعضاء المجلس نظير ثقتهم الغالية التي أكد انه سيضعها تاجا على رأسه ووساما يوشح بـه صدره، داعيا الجميع إلى "مده بـــــيـــد العون والمساعدة، للقيام بالمسؤولية الملقاة على عاتقي وتجسيدها على أحسن وجـه وأتعهد من جانبـي بممارستها بكل تفــــان وصدق وإخلاص، كما سأكون خلالها، بعون الله، رئيسا جامعا بين كل أعضاء المجلس، باختلاف طيفهم السياسي وانتمائهم الكتلي، وداعما لطابعه الديمقراطي التعددي."..

رئيس مجلس الأمة، حرص في بداية هذا الاستحقاق الدستوري، أن يتوجه بخالص التقدير وعميق الامتنان إلى السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، لما أبداه ويُبديه من حرص موصول على تعزيز مكانة السلطة التشريعية في منظومة الحكم، وتثمينه الدائم لأدوارها المحورية في تكريس دولة القانون وترسيخ الممارسة الديمقراطية...فما يوليه سيادته للمؤسسة البرلمانية من رعاية واعتداد، يجسد قناعة راسخة بأهمية التوازن المؤسسي، ويؤكد إرادته السياسية الصادقة في أخلقة وتشبيب السلطة التشريعية، وإعلاء شأنها ضمن البناء المؤسساتي للدولة، وتشجيع التداول الديمقراطي المسؤول...مضيفا أن تخطو الجزائر بعزم وثبات، بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تـبــون، طريقها نحو التطور والــرقي، وقد حققت في ذلك نتائج ايجابية على كافة الأصعدة أضحت ملموسة ميدانيا ولا ينكرها الا جــــاحـــــد وحاقـــــد، ولــعـــــل من أوكــــد واجــــباتـــــنا فــــي هـــــذا المـــــجال، الانخراط في هذا المسعى الوطني النبيل والزاخـر، والاسهام بفعالية في تجسيد وتحقيق مسارات الاصـــــلاح الشامـــــل والمـــــتــــنوع الذي يقــــوده بكـــــل حكمـــــة واقـــــــتـــــدار ورشـــــادة، السيد رئيس الجمهورية بــــــغيــــة بلوغ التنمية الشاملة المستدامة، والوصول بالجزائر اقتصاديا في غضون عام 2027 إلى مصاف الاقتصاديات الدولية الناشئة.

السيد عزوز ناصري، رئيس مجلس الأمة اكد حرص المجلس، على الالتزام بصلاحياته الدستورية، متعاونا مع المؤسسات الدستورية الأخرى للدولة، وحريصا على استقرارها، ومنسجما مع ما يكفله الدستور للسيد رئيس الجمهورية من مهام ضمان الســــير الحسن للمؤسسات والنظام الدستوري، وعلى هذا الأساس أضاف السيد رئيس مجلس الأمة، ينبغي أن نتواصى جميعا – نحن أعضاء مجلس الامة – بضرورة التحلي بروح المسؤولية الحقة، والالتزام بالواجب البرلماني السليم والرزين في كل الظروف وفي جميع التصرفات، والتفرغ الكلي للأداء البرلمانــــي المتمثل في اعداد القوانين والتصويت عليها ومراقبة عمل الحكومة ،وفقا للشروط التي حددها دستور الفاتح من نوفمبر 2020، الذي كلف- فضلا على ما ذكرته سالفا- مؤسسات الدولة بالسعي إلى تحقيق الامن القانوني.

السيد عزوز ناصري، حرص من خلال كلمته أيضا على التنويه بالمجهود الذي بذله سلفه السيد صالح قوجيل، المجاهد الرمز من رعيل نوفمبر الثائر والوطني الفـــــذ، والرجل الشهم صاحب الخصال الحميدة، السيد الرئيس صالح قـوجـيل اعترافا واشادة بما أظهره من حكمــــة ورصانـــــة وكفاءة عاليــــة في ادارة شــــؤون مجــــلــــس الامة وبما قدمه من مجهودات جليلة بصفته عضوا ورئيسا له، وهي المجهودات المشهودة التي تـــنــم عن جهاده الثوري البطولي أثناء ثورة التحرير المظفرة، ونضالــــه الدائم الخلـــــــوص للـــــوطن، وتـحـلـيـه بــــثـــقافة الدولة.