
بيــان صادر عن المجموعات البرلمانية لمجلس الأمة حول لائحة البرلمان الأوروبي بشأن الجزائر.
27 يناير 2025
أصدرت المجموعات البرلمانية الممثلة بمجلس الأمة [حزب جبهة التحرير الوطني، الثلث الرئاسي، التجمع الوطني الديمقراطي، الأحرار، وتكتل الأعضاء غير المنتمين لمجموعة برلمانية]، اليوم الإثنين 27 يناير 2025، بياناً، هذا نصّه:
"في اجترار وازورار متجدد، وكعادته، خرج علينا البرلمان الأوربي، المختطف من اليمين المتطرف، بلائحة طائشة وشائنة وسفيهة، مليئة بالزيف والبهتان والتدليس، يتباكى فيها على حقوق الإنسان في الجزائر، ويتدخل في الشؤون الداخلية للدولة الجزائرية الحرة المستقلة، منتحلاً ومتقمّصاً أبوية ولّت، ومُخفيا عنصريته تحت رداء الفضيلة وحماية الحريات والحقوق..
إنّ المجموعات البرلمانية الممثلة بمجلس الأمة الجزائري، وفي أعقاب اللائحة المريبة والفجّة والمضلّلة للبرلمان الأوروبي المتمدد بالاستعمار، والتصويت "العار" و"الخطيئة"، تشجب وتندّد بشدّة بهذا التدخل الأرعن في شؤون الجزائر الداخلية، والمنتهك لسيادتها والمتهكّم على استقلالية عدالتها، وتؤكّد بأنّ من صوّتوا على اللائحة، فضلاً عن المبادرين بمشروعها من اليمين المتطرف الفرنسي، يُعدّون للأسف من أولئك الذين يستطيلون علينا بحقوق الإنسان وحرية التعبير والكمالات الإنسانية واستقامة الأخلاق، بيد أنّهم يدوسون عليها حينما يتعلق الأمر بعدد من بلدانهم أو بدول تسمو - بحسبهم- على القانون ومواثيق حقوق الإنسان.. كما يُعدّون للأسف من أولئك الذين أظلمت بصائرهم وتحكّمت تقييماتهم بمزاجيتهم ومال ميزان العدل والديمقراطية مع هوى يمائنهم المتطرفة الحاقدة والمتحاملة على الجزائر والجزائريين، على الرغم من صفعات التاريخ المتوالية التي تلاحقهم وتفضح عارهم جيلا بعد جيل، مصرين على خداع العالم بصياحهم ومرافعاتهم الخبيثة في مسرحية سياسية بائسة مستهلكة، عنوانها الحنين إلى العهد الكولونيالي البغيض الغابر..
إنّ لائحة البرلمان الأوربي هي شهية كولونيالية متعاظمة، تشكّل ورقة استعداء جديدة ضد الجزائر، غير محسوبة العواقب، وما تضمنته بنودها من تطاول وغطرسة واستفزاز للدولة الجزائرية ومؤسساتها وقوانينها، هو تصعيد خطير وانحراف مخزي عن صلاحيات ومقاصد البرلمانات الوطنية والإقليمية.. فقد بات بادياً تحول هذا البرلمان إلى مرتع للمرتزقة، وبوق مشروخ يبث عبره ورثة المستعمرين الاستيطانيين المجرمين، أصواتا انتقامية لا تزال ناقمة على استقلال الجزائر، ولم تتمكن بعد من إنهاء حدادها المزمن على اندثار الحقبة الاستعمارية.. كما تعتبر المجموعات البرلمانية لمجلس الأمة الدعوة المخزية للبرلمان الأوربي إلى قطع ما أسماها المساعدات المالية، تأكيدٌ على أنّ أعضاءه قد تجاوزتهم الأحداث بسبب استعلائهم النابع من ذاكرة سقيمة، فالجزائر يربطها بالاتحاد الأوروبي اتفاق شراكة على أساس المنافع المتبادلة، وأطر تعاون واستثمار ندية.. كما تؤكّد المجموعات البرلمانية لمجلس الأمة بأنّ تكالب الاستعماريين الجدد في البرلمان الأوربي على الجزائر، واضح الغاية، ولن يزيد الدولة الجزائرية إلاّ إصراراً على صون سيادتها وكرامة شعبها وعلى إنفاذ قوانينها، ولن يزيد الجزائريات والجزائريين إلاّ اتّحاداً والتفافا حول قيادتهم الرشيدة، وإيمانا بسداد قراراتها، ودعما لجهودها في بناء جزائر قوية عزيزة شامخة، وتطهير علاقاتها في محيطها الإقليمي من كافة أشكال الاستغلال والانتهازية وسوء الأدب والجوار.. وتجدّد بأنّ الشعب الجزائري قاطبة شعبٌ لا تسوغ له كرامته وكبريائه أن يرضخ للذل، ويرضى للضيم، ويتقاعد على إعلاء كلمته.. وأنّ الجزائر الجديدة والمنتصرة، بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، المتنسّمة شاهق العزّة، الناهجة على صراط الجزائر النوفمبرية، المتضافرة على إعلاء منار الأمة وإعادة مجدها وحماية قلاعها وصياصيها وصيانة قراريها السياسي والاقتصادي من الضّعة، لا ترضى العبودية ولا تقبل الإملاءات، وترفض رفضاً باتّاً وتدين أشدّ الإدانة كلّ قذف وكلّ مساسٍ بسيادتها ومؤسساتها ورموزها أو التدخل في شؤونها الداخلية، وتعتبر لائحة البرلمان الأوروبي، الآخذة بالظنون والمتمسّكة بالأوهام لائحة مرفوضة، لا أساس لها ومردودة على أصحابها الداعين لها والمصوتين عليها، ممن يعدّون أنفسهم أولى الناس بالديمقراطية وأجدرهم بالعدل.. وتدعوهم لأن يتحلوا بالشجاعة الكافية والجرأة المطلوبة والنظر في الانتهاكات والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن يندّد بالإبادة.. كما تحضّهم على عدم غضّ الطرف عن الممارسات الأوربية اللاإنسانية في إفريقيا وضد الشعوب الإفريقية".