مشاركة مجلس الأمة في الطبعة الثامنة والعشرين لمعرض الجزائر الدولي للكتاب رمزية مؤسساتية تؤكد الانفتاح على المجتمع وتجسّد روح الديمقراطية التشاركية

يشارك مجلس الأمة في فعاليات الطبعة الثامنة والعشرين لمعرض الجزائر الدولي للكتاب (سيلا)، في جناح مشترك يجمع غرفتي البرلمان، في مبادرة تحمل رمزية خاصة ودلالة قوية تعكس عمق التكامل المؤسساتي بين مجلس الأمة والمجلس الشعبي الوطني، وتجسد روح التعاون والتكامل بين مختلف مؤسسات الدولة خدمة للمصلحة العامة وتعزيزا للمسار الديمقراطي الذي تنتهجه الجزائر الجديدة.
وتأتي هذه المشاركة في سياق حرص الغرفة العليا للبرلمان على الانفتاح على المجتمع بمختلف فئاته، وترسيخ مبدأ الديمقراطية التشاركية الذي يشكل أحد الأسس الجوهرية للحكم الراشد، وذلك من خلال تقريب المؤسسة التشريعية من المواطن وتمكينه من الاطلاع عن قرب على مهام وصلاحيات مجلس الأمة ودوره في مجالي التشريع والرقابة، وكذا في دعم السياسات الوطنية الرامية إلى تحقيق التنمية الشاملة وتعزيز مسعى الجزائر المنتصرة بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون.
كما يتيح هذا الفضاء الثقافي الكبير فرصة للتواصل المباشر بين ممثلي مجلس الأمة وزوار المعرض، من طلبة وباحثين ومهتمين بالشأن السياسي والقانوني، للتعريف بطبيعة عمل المجلس، وآليات ممارسته لمهامه الدستورية، ودوره في مرافقة الإصلاحات العميقة التي تشهدها البلاد على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وتعكس هذه المشاركة، التي تمت في جناح برلماني موحّد، إرادة المؤسستين التشريعيتين في تعزيز الحضور المؤسساتي في الفضاءات الثقافية والفكرية، وإبراز صورة البرلمان الجزائري كمؤسسة وطنية منفتحة على محيطها، مستلهمة قيم نوفمبر ومتمسكة بثوابت الأمة ومبادئ الدولة الجزائرية.
إنّ حضور مجلس الأمة في معرض الجزائر الدولي للكتاب لا يقتصر على الجانب الرمزي فحسب، بل يحمل في طيّاته رسالة سياسية وثقافية عميقة مفادها أنّ البرلمان، بغرفتيه، هو جزء فاعل من المجتمع، يستمد شرعيته منه ويعمل من أجل خدمته، في انسجام تام مع توجهات الدولة الجزائرية نحو تكريس الحكم الرشيد وتعزيز المشاركة المواطِنة في الحياة العامة.
وبذلك، يكرّس مجلس الأمة من خلال هذه المشاركة حضوره في الساحة الوطنية كمؤسسة جمهورية راسخة في أداء رسالتها، ومتمسكة بمبادئ الشفافية والانفتاح، مساهِمةً بفعالية في بناء جزائر قوية، ديمقراطية، ومزدهرة — جزائر منتصرة بالإرادة، متصالحة مع ذاكرتها، وواثقة في مستقبلها.