
رسالة تعزية السيد عزوز ناصري، رئيس مجلس الأمة لعائلة المرحوم أحمد طالب الإبراهيمي إلى عائلة المرحوم المجاهد الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي
05 أكتوبر 2025
أقمس اليوم في سماء الجزائر المنتصرة واحتجب كوكبٌ من كواكبها التي أنارت لشعبها درب الحرية والانعتاق، الوزير والمستشار السابق، رئيس الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين إبّان حرب التحرير، المناضل والمجاهد، والمثقف الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي، نجل الشيخ العلاّمة البشير الإبراهيمي، الذي ارتقى إلى الرفيق الأعلى، أكرم الرحيم الرحمن مثواهما في جنات الخلد والمأوى.
لقد كان الفقيد الراحل، الذي تقلّد مناصب المسؤولية ومهام رفيعة في الجزائر المستقلة، نفحةً من الأعلام السياسيين الخالدين في حصافتهم وفي رصانتهم، في حِلمهم واتزانهم؛ كان من الطلائع الذين انتصروا واختاروا نهج الثورة التحريرية الظافرة؛ كما كان من طينة الرجال الذين نذروا العمر وجعلوا الوطن قبلتهم وناضلوا من أجل تحريره، عانى في سبيل ذلك ما عانى وتجرع من ويلات الاستعمار الأعمى، وهو الذي ألقي عليه القبض من طرف الاستعمار الغاشم العام 1957 وقضى في غياهب السجون الاستعمارية خمس سنوات، وهو إذّاك رئيساً للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، وبعدها مسؤولاً عن جبهة التحرير الوطني - أسدل عليه الباري جلّ شأنه سحائب رحمته-.
وأمام هذه اللحظات الموجعة، وقد غلب عليّ الأسى والحزن، أتقدم إليكم أنتم بنيه وأهله وذويه البررة، باسم أعضاء مجلس الأمة وأصالة عن نفسي، ومن خلالكم إلى الأسرة المجاهدة ورفاق دربه جميعاً، بخالص العزاء وأحر مشاعر المواساة، سائلاً العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته ويتقبله في عداد الصُلحاء من عباده، ويجزيه الجزاء الأجدى عمّا وهبه لوطنه، وأن يُسكن أفئدتنا المكلومة؛ وإنا لله وإنا إليه راجعون.