بسم الله الرحمان الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
معالي السيد إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الأمين العام لجبهة البوليساريو،
- السيد حمة سلامة، رئيس المجلس الوطني للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية
- السيدات والسادة أعضاء المجلس الوطني للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية،
- السيدات والسادة أعضاء المجالس النيابية،
- السيدات والسادة الحضور،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود بداية أن أنقل إليكم تحيات السيد صالح قوجيل، رئيس مجلس الأمة الجزائري، وتهانيه الخالصة إلى الشعب الصحراوي وقيادته الرشيدة على رأسها السيد إبراهيم غالي، رئيس الجمهورية والأمين العام لجبهة البوليساريو، بمناسبة الذكرى الـ 45 لتأسيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، وهو المجاهد من الرعيل الأول لثورة التحرير الوطنية التي انبثقت عن مبادئ نوفمبر الداعية إلى الحرية والسيادة وتقرير المصير.. ولأن الثورات الكبرى تلهم في التحرر وفي البناء المؤسساتي، تبقى مبادئها تاريخية موصولة بحاضر الأمة، لا تزال مرجعنا نحو إرساء دعائم الديمقراطية وتكريس دولة القانون والعدالة الاجتماعية، نستلهم منها قيم العزيمة والشجاعة والوحدة، لوضع أسس متينة في جزائر جديدة تحت القيادة الحكيمة للسيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية...
أشارك اليوم رفقة وفد برلماني عن مجلس الأمة الجزائري إخواننا الصحراويين الأشاوس احتفالهم المستحق المخلد لذكرى تأسيس الجمهورية الصحراوية التي باتت رمزا للعزيمة والصمود، وشعارا عالميا لقوة الشرعية.. وهي التي قامت بفضل دماء الشهداء ومقاومة ابنائها الرافضين لذل الاستعمار الذي لا يزال يسعى في تعنت ومكابرة وغباء لمعاندة مجرى التاريخ..
إننا نستحضر من خلال تاريخكم تاريخنا، ونسترجع من خلال مقاومتكم صمود الجزائر في وجه الاستعمار الفرنسي الغاشم.. مآسي الاستعمار تتشابه ونهاياته أيضا تتشابه، وسيتوج مساركم الثوري بنهاية مظفرة من خلال تجسيد حقكم في تقرير المصير في أجل نراه قريبا، مثلما انتصرت ثورة نوفمبر الخالدة.
إن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ونيل استقلاله والسيادة على ثرواته، هو حق غير قابل للتصرف، لا يخضع لتقادم ولا تنازل ولا تخاذل.. يدعمه أحرار العالم ويعززه قانونه الإنساني وقراراته الأممية.. ويحميه تضامن دولي متواصل لقضية عادلة بحكم تصنيفها كمسألة تصفية استعمار استنادا لكل المواثيق والقوانين الدولية، مما يكفل للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير عبر استفتاء تحت إشراف الأمم المتحدة.
نقف اليوم في هذه الذكرى وقفة إجلال للشعب الصحراوي وتقدير للمكاسب التي حققها رغم كل الصعوبات والانتهاكات الجسيمة لحقوقه، نحيي مساهمته في البناء المؤسساتي لهياكل الدولة التي بنيت بكفاءات صحراوية خالصة، ونثمن التفافه حول قيادة نضاله وكفاحه نحو التحرر، ممثلة في جبهة البوليساريو، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الصحراوي..
إن القضاء على الاستعمار في العالم هو المحك الوحيد لقياس مصداقية المجتمع الدولي نحو تحقيق السلام والأمن والاستقرار للشعوب، فوجود مستعمرات إلى حد اليوم يطعن في أي استراتيجية إقليمية أو دولية لتحقيق الأمن والسلام والتنمية، ويضع علامة استفهام كبيرة حول أطراف تنادي بالحرية والمساواة وتدعم في ذات الوقت حاضرا استعماريا هو مرآة لماضيها غير المشرف في احتراف اغتصاب الأرض والثروة والهوية..
نجدد لكم، اشقاءنا في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، دعم الجزائر الثابت وغير المشروط لنضالكم المشروع، ونستنكر كل قفز على الشرعية الدولية، وكل صفقات مشبوهة وكل تعنت واستقواء على الأبرياء، واستباحة لدماء المواطنين الصحراويين وأراضيهم وثرواتهم... وندعو مجددا للاحتكام إلى قرارات الشرعية الدولية ومنح الشعب الصحراوي حقه في تقرير مصيره، كغيره من شعوب العالم، وكذا، حمايته من الانتهاكات الخطيرة والغادرة على غرار ما حدث منذ أشهر في منطقة الكركرات ..
أتوجه، اصالة عن نفسي، ونيابة عن مجلس الأمة الجزائري رئيسا وأعضاء، بأحر التهاني إلى كافة الشعب الصحراوي الصامد، وإلى جبهة البوليساريو القائد والنواة للدولة والكفاح، بأحر التهاني، داعيا الله عز وجل أن يحفظكم ويسدد خطاكم ويمدكم بعونه لاستكمال ما تبقى من مشوار التحرر، ومواصلة مسيرة البناء والتأسيس لدولة صحراوية تليق بالتضحيات الجسام التي قدمها أبناءها...
نؤكد وقوفنا إلى جانبكم ودعمنا لكفاحكم، وعزمنا كبرلمانيين على استغلال كل السبل المتاحة لإسماع صوت القضية وتفويت الفرصة على من يسعون إلى جعل المنطقة بؤرة توتر منسية... فهذا نهجنا، يتجدد ولا يتبدد، ستبقى مساندة قضايا التحرر في العالم من أولويات الجزائر، بل جوهر الدبلوماسية الجزائرية الرسمية منها والبرلمانية، لاسيما في الجزائر الجديدة التي حرص السيد عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية على أن نستلهم قوة مؤسساتها من روح الاستقلال في ثورة نوفمبر الخالدة.
شكرا لكم والسلام عليكم