أشرف السيد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، اليوم الإثنين 05 أبريل 2021، بمقر المجلس، على فعاليات اليوم البرلماني الموسوم: "القناة البرلمانية: جسرٌ بين الشّعب وممثليه ورهان سياسيٌ - إعلامي"... وذلك في إطار الأنـشطة المتعلـقة بترقية وترسيخ الثقافة البرلمانية التي دأب مجس الأمة على تنظيمها وتكرست كتقليد...

الفعالية، حضرها السيد عمار بلحيمر، وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، والسيدة بسمة عزوار، وزيرة العلاقات مع البرلمان، والسيد أحمد بن صبّان، المدير العام للمؤسسة العمومية للتلفزيون، والسيد محمد لوبار، رئيس سلطة ضبط السمعي - البصري، وأساتذة جامعيين، وأعضاء من مجلس الأمة وإطارات بالمجلس الشعبي الوطني.

في مستهل الأشغال، التي افتتحها السيد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، بعدما أحال إليه رئيس الجلسة، عضو مجلس الأمة السيد فؤاد سبوتة الذي أكد بأنّ القناة البرلمانية تندرج في إطار تنفيذ تعليمات وقرارات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، القاضية بإطلاق قناة برلمانية لتقريب المواطن من المؤسسة التشريعية وترقية ثقافة المواطنة والحس المدني؛ باعتبارها وسيلة للشفافية والتقييم والمشاركة المواطناتية في النشاط والحياة العامين... ألقى السيد رئيس مجلس الأمة كلمة بالمناسبة أبرز فيها أهمية الموضوع من منطلق أن القناة البرلمانية ستكون بمثابة منبر حقيقي لعضو البرلمان لإبداء أرائه في إطار من الضوابط وتحديد المسؤوليات، الأمر الذي من شأنه دعم وتقوية التواصل بين البرلمان وجموع المواطنات والمواطنين، معتبراً بأن القناة البرلمانية ستمكن من معالجة وإعطاء فهم أكثر للديمقراطية داخل المؤسسات المنتخبة، كما تجسد المفهوم الحقيقي للرقابة على الحكومة من طرف المنتخبين، إلى جانب تسليطها الضوء على نشاط ومناقشات أعضاء البرلمان بغرفتيه بما يعكس المفهوم الحقيقي لدور عضو البرلمان، وكذا فرصة للإطلاع على العمل الذي تقوم به الدبلوماسية البرلمانية وتأثيرها على الحياة العامة... ليعرج على عديد القضايا التي تهم الشأن الوطني وإلى التحديات المنتظرة... لافتاً إلى أن الجزائر تمر بمرحلة هامة بعدما نجحت في خوض غمار الرئاسيات وتعديل الدستور، فهي تستعد لتنظيم انتخابات تشريعية تنفيذا لبرنامج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، في إطار استكمال مسيرة بناء الدولة بكل مؤسساتها وتجسيد مبدأ الدولة للجميع دون اقصاء، مشدداً على أهمية الحفاظ على استقلالية القرار السياسي باعتباره انعكاسا للاستقلال الحقيقي الذي هو مفخرة الجزائر... داعياً أعضاء المجلس إلى ضرورة الاستعداد الأمثل كي يكونوا في مستوى الحدث، ليوضح في ختام مداخلته بأن الجزائر تواجه حرباً إعلامية تستدعي منا التسلح بكل الوسائل لمواجهتها، مضيفا بأن المكانة التي تحظى بها الجزائر على المستويين الاقليمي والدولي تفرض عليها ترقية وتطوير أدواتها الإعلامية لتكون سلاحاً يسمح بالتمكن أكثر من مواجهة هذه الحرب...

وفي مداخلته أثناء الجلسة الافتتاحية، أوضح وزير الاتصال، الناطق الرسمي للحكومة، السيد عمّار بلحيمر، في كلمته بأنّ الجزائر الجديدة عازمة على حماية حرية الصحافة والتمكن من الإعلام الجديد لاسيما في إطار العمل على التصدي لحروب الجيل الرابع وتحسين صورة الجزائر في المحافل الدولية... كما اعتبر الوزير أن استحداث أول قناة برلمانية في الجزائر يعد في حد ذاته إنجازا إعلاميا هاما وإضافة كمية ونوعية للمشهد الإعلامي في البلاد، ويعكس اهتمام رئيس الجمهورية بتكريس الحق في المعلومة وترقية أداء وسائل الاتصال، مضيفا أنها تندرج في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز وتنويع عملية الاتصال بشفافية ومصداقية بين المواطنين ومختلف المؤسسات العمومية بينها التشريعية.. كما راهن السيّد بلحيمر على أن القناة البرلمانية ستعزز دور الإعلام المؤسساتي وتساهم في تنشيط الحياة البرلمانية عن طريق تقريب المواطن داخل وخارج الجزائر من المؤسسة التشريعية وإفادته بالمعلومة الصحيحة، كما أنها ستشكل منصة اعلامية لترقية الممارسة الديمقراطية والفعل السياسي وتكون أداة تفاعلية ناجعة لترسيخ ثقافة المواطنة والحس المدني.

ليأتي الدور على السيد محمد لوبار، رئيس سلطة ضبط السمعي - البصري، الذي أكد في مداخلته التي جاءت تحت عنوان: "العلاقة بين القناة البرلمانية والخدمة العمومية للسمعي البصري" على ضرورة  العمل على توفير شروط الخدمة العمومية التي ترتبط دوما بإشكالية  مدى التمسك بالموضوعية في بعض الأحيان، وضرورة تعزيز الاتصال المؤسساتي. كما جدّد الدعوة إلى اهمية إيلاء العناية اللازمة لقضية الضبط المحكم لاستخدامات تكنولوجيات الاعلام والاتصال والذي يتطلب  تحديات كبرى تقنية واقتصادية.

في حين، تطرق الأستاذ الدكتور عبد السلام بن زاوي، أستاذ التعليم العالي ومدير المدرسة الوطنية العليا لعلوم الصحافة والإعلام، في كلمة له بالمناسبة، إلى دور الاتصال السياسي الذي يجب على القناة البرلمانية أن تلعبه، مشيرا إلى أن هذا النوع من القنوات، يكون فضاء سياسيا يخرج من رحم البرلمان.

أمّا الدكتور عبد الحميد ساحل، أستاذ محاضر بكلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر، فقد أوضح في مداخلة له والتي جاءت تحت عنوان "الاتصال العمومي السمعي- البصري، نموذج القنوات التلفزيونية البرلمانية (محتوى وتوجيهات)"، بأنّ هناك صنفين من القنوات البرلمانية، والتي تتعلق بمضامين البرامج التي تقترحها تلك القنوات البرلمانية... صنف يمتاز بصبغته العمومية، ولا يخضع لسلطة ضبط السمعي البصري إلا في الحملات الانتخابية، وصنف ثاني يركز على تغطية النشاطات التشريعية وكل ما له علاقة بالهيئات البرلمانية. ليُبرز طبيعة المهام الأساسية للقناة البرلمانية والتي تتمثل في الخدمة العمومية، التزام الحيادية من خلال ما تبثه من (أشرطة وربورتاجات)، وتقديم النصوص التشريعية.

أما السيد أحمد بن صبّان، المدير العام للمؤسسة العمومية للتلفزيون، فقد ركّز في عرضه على الاضافة التي ستقدمها القناة للخدمة العمومية للإعلام الوطني وكذلك عن الحرب الإعلامية التي بات يشهدها العالم اليوم، والتي لم تعد خفية، مذكرا بالمناسبة بالالتزام بإطلاق قناتين (الشباب، والقناة البرلمانية) لتضافا إلى الالتزامات السابقة والتي كللت بإطلاق قناتي كل من  (المعرفة، وقناة الذاكرة)... كما ذكّر بأن المؤسسة العمومية للتلفزيون تخصص حيزا للنشاط البرلماني في شبكتها البرامجية كونها تنقل على المباشر جلسات الأسئلة الشفوية على المباشر وجلسات مناقشة قوانين المالية... وبخصوص طبيعة القناة البرلمانية، فقد أوضح السيد بن صبّان بأن القناة البرلمانية ستكون قناة عامة، وبالتالي فهي بحاجة إلى الدعم الكامل للدولة خاصة وأنها ستكون محرومة من الموارد المالية التي يدرها الاشهار وحملات الرعاية...

وخلال المناقشة العامة، أثار السيدات والسادة أعضاء مجلس الأمة العديد من القضايا المتعلقة بموضوع اليوم البرلماني، والتي تمحورت حول النقاط التالية:

  • ضرورة تقديم خدمة عمومية راقية مع جودة في البث، وكذا تغيير الصورة النمطية للبرلمان والبرلماني من خلال مضامين القناة؛

  • حول إمكانية تزامن إطلاق القناة وموعد الانتخابات التشريعية ؛

  • ضرورة مواكبتها للتحولات التكنولوجية؛

  • تعزيز الانفتاح والتواصل الإيجابي لعمل البرلمان؛

  • التأسيس لمرحلة جديدة في الإعلام المهني الصادق؛

  • ضرورة جذب اهتمام المواطن العادي؛

  • طبيعة الجهة التي ستوكل لها مهمة تسيير هذه القناة.

وقد تكفّل السيد المدير العام للتلفزيون بتقديم شروحات وتوضيحات على مختلف الانشغالات والتساؤلات التي أثارها أعضاء مجلس الأمة.

https://www.facebook.com/majliselouma.dz/posts/1343527039355793

 

0
0
0
s2sdefault
diplomatie
culture
porte ouverte