السيد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، يستذكر في رسالة له، موجّهة للمشاركين في أشغال الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، "العلاقات التاريخية التي تربط الجزائر بجمهورية الصين الشعبية.. ويستعرض المقاربة الإصلاحية المنتهجة في الجزائر، بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على ضوء دستور الفاتح نوفمبر 2020، والخطوات الرامية إلى تعميق الممارسة الديمقراطية وتعزيز دور الأحزاب السياسية في تنوير الساحة الوطنية وتنشيط الحركية المؤسساتية"

 

بناءً على دعوة من السيد ليو جيانتشو وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الشيوعي بجمهورية الصين الشعبية، للمشاركة في أشغال الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، يومي 08 و09 نوفمبر الجاري.. والتي حضرها ممثلون عن مكونات سياسية من العالم العربي، وسعادة السيد حسن رابحي، سفير الجزائر ببيجين، بعث السيد صالح ڨوجيل، رئيس مجلس الأمة، رسالة إلى المشاركين، تُليت خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، صبيحة أمس الثلاثاء 08 نوفمبر 2022، هذا نصّها:

"يطيب لي في المستهل أن أبعث إليكم تحياتي الخالصة وجزيل تشكراتي على دعوتكم إياي للمشاركة في أشغال الدورة الثالثة لمؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربية، التي تباشرون أشغالها اليوم 08 نوفمبر الجاري، وتستمر يوم غد 09 نوفمبر.. والتي اخترتم لها عنوان "العمل يداً بيد لبناء مجتمع المستقبل المشترك للصين والدول العربية في العصر الجديد: مسؤولية الأحزاب السياسية"..

في البداية، يهمني التذكير بأنّ العلاقات التي تربط الصين والعالم العربي هي علاقات صداقة عميقة تقوم على الاحترام المتبادل.. شهدت في الآونة الأخيرة وتيرة متسارعة، وتنامياً مطرداً.. ميّزها ارتفاع حجم المبادلات الاقتصادية بين الطرفين، وهو ما جعل الصين أكبر شريك اقتصادي للدول العربية..

إنّ متانة العلاقات التي تجمع الصين بالدول العربية، تجلّت أيضاً في رسالة التهنئة التي بعث بها الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى القمة العربية في دورتها الحادية والثلاثين التي انعقدت في الجزائر يومي الفاتح و 2 نوفمبر الجاري، والتي حملت دلالات عميقة على قوة العلاقة التي تربط الجانبين، والتي ضمّنها استعداد بلاده للعمل مع الدول العربية لتعزيز الدعم المتبادل وتوسيع التعاون..

وفي السياق ذاته، أودّ أن أشيد بما ورد في قرار المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني الذي أكّد على مواصلة التزام الصين في صون السلام العالمي وتعزيز التنمية المشتركة، والمثابرة من أجل تطوير الصداقة والتعاون مع جميع البلدان، وكذا استعدادها للعمل مع سائر دول العالم لترقية القيم المشتركة للبشرية جمعاء، ومواجهة كافة التحديات العالمية بشكل مشترك..

وعليه، فإنّ مجابهة التحديات التي فرضتها التغيرات التي يشهدها العالم على أكثر من صعيد، تدفعنا للدعوة إلى تعزيز دور حركة عدم الانحياز في سياق العلاقات الدولية الراهنة، والتذكير في نفس السياق بمقترح رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون من أجل إطلاق تفكير جماعي بين الدول الأعضاء قصد تحديد السبل والوسائل التي من شأنها تمكين الحركة من ممارسة الدور الذي يليق بها في ظرف يشهد تصاعد التوترات على الصعيد الدولي ومناخ الاستقطاب المترتب عنها..

وأمّا بالنسبة للعلاقات الجزائرية-الصينية، فهي علاقات تاريخية واستراتيجية شاملة لمجالات متعددة، وهنا أستحضر - بكل اعتزاز - اعتراف الصين باعتبارها أول دولة غير عربية تعترف بالحكومة الجزائرية المؤقتة سنة 1958.. تلتها فيما بعد علاقات دبلوماسية منذ العام 1962، وهي تُحصي بذلك هذا العام 60 عاماً على إقامتها.. كما أستحضر أيضاً إسهامات الجزائر الرامية لاستعادة الصين لمقعدها في الأمم المتحدة.. وأنّ البلدين مدعوان في ظل التوجيهات السامية لرئيسي البلدين السيد عبد المجيد تبون ونظيره الصيني السيد شي جين بينغ إلى تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للبلدين على نحو شامل وتعميق التعاون العملي بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين.. ومن جهتنا نحن كبرلمانيين نجدد حرصنا التام على العمل مع البرلمان الصيني الصديق، عبر تكثيف الزيارات البرلمانية بين الجانبين وفي الاتجاهين، بالإضافة إلى تفعيل مجموعات الصداقة البرلمانية من أجل مرافقة الديناميكية التي تشهدها حكومتي البلدين.. وخاصة في ظل التقدم الملموس الذي حقّقته مبادرة "الحزام والطريق"، الرامية إلى تكريس قيم التعاون على أساس التضامن وتقاسم المنافع والمكاسب.. في انتظار التوقيع بين البلدين على "الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة الحزام والطريق"..

كما أغتنم هذه السانحة لأذكر بالمقاربة الإصلاحية المنتهجة في الجزائر، على ضوء دستور الفاتح نوفمبر 2020، الذي بادر به رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، والسعي الجاد نحو تعميق الممارسة الديمقراطية وتعزيز دور الأحزاب السياسية في تنوير الساحة الوطنية وتنشيط الحركية المؤسساتية..

وفي الختام، وإذ أتمنى لكم النجاح في أشغالكم، أتطلع معكم نحو الارتقاء أكثر فأكثر بالعلاقات بين الجانبين وتنويعها بما يعود بالنفع على الجميع، وبما يخدم مصالح كافة دول الجنوب.. وتفضلوا، سيدي، السيدات والسادة بقبول فائق التقدير والاحترام".  (انتهى نصّ الرسالة)..

 

0
0
0
s2sdefault
diplomatie
culture
porte ouverte